أقصر طريق لإفراغ جيب الزوج
بقلم: ختام دحلة
تردد قديمًا مقولة لنصح الزوجات والفتيات المقبلات على الزواج للوصول إلى قلوب أزواجهن وكسب المودة التي فيها تأسر قلبه وهي: أقصر طريق للوصول إلى قلب الزوج معدته.
فكانت الزوجة في الماضي القريب تتفانى وتتفنن بتحضير أطباق الطعام والمأكولات المتنوعة والشهية، وتقديمها للزوج بعد عودته من يوم عناء في العمل، ليتمتع بلذة طعمها وينسَ معها متاعب العمل فيشكر زوجته ويثني عليها بعبارات الحب والإعجاب والتقدير...
فهذه المقولة التي توارثتها النساء في الماضي القريب من أمهاتهن وجداتهن وطبقنها لا بد أن لها صدى، وأنها بلا شك أحد أبواب السعادة الزوجية التي تستطيع الزوجة دخوله لتأسر قلب زوجها لكن اليوم تُرى أين مصير تلك المقولة؟! وأين موضعها من التطبيق لدى زوجات هذا الزمان؟!
في الماضي كانت الفتاة الشابه تلازم أمها المطبخ لتتعلم فن الطبخ، وكانت الأم تجتهد لاستدعاء ابنتها إلى المطبخ حتى تعدها لتكون زوجة وربة بيت ماهرة، والفتاة تتجاوب بكل سرور ولو كانت الفتاة في المراحل الدراسية. أما صبايا هذا الزومان ( إلا من رحم ربي ) فمعظمهن يقضين الوقت في الدراسة والانترنت والفضائيات، ومحادثة الصديقات في الهاتف، ولسان حال الواحدة يقول (لاحقة على الَّهم). فبعد أن تخلت الفتاة عن المطبخ، أصبحت اهتماماتها تتركز على الحصول على العمل خارج البيت والدراسة وهاتان الأمران هي البدائل للطهي والأعمال المنزلية، مع أن التعليم والعمل لا يتناقضان مع تعلم مهارات الطبخ والتدبير المنزلي، فما أسعد الزوج الذي تكون زوجته ماهرة في إعداد الطعام إلى جانب عملها أو علمها.
فبعد هذا الإنقلاب الذي حدث للكثيرات من زوجات هذا الزمان، أصبح لا بد أن يعيد الزوج النظر في ترتيب أوراقه فعليه قبل الدخول للقفص الذهبي إما أن يتعلم فن الطهي أو يعوّد نفسه ومعدته على الطعام الجاهز والمأكولات السريعة مثل الشوارما والهمبورغر والبيتسا وغيرها من مأكولات المطاعم.
طبعًا وبلا شك سيجد الزوج أن الخيار الثاني هو الأسهل وبذلك فستكون المطاعم هي أقصر طريقة لإفراغ جيبه، أما بالنسبة لقلبه فسيتم الوصول إليه بطرق أخرى الزوجة أدرى بها.
لكن هناك من الزوجات المحظوظات التي تسكن قريبًا من بيت والديها، فتحظى بدعم الوالدة التي تدعوها لتناول طعام الغداء برفقة زوجها ناهيك عمّا تحمله من بيت والدتها أو حماتها، مما لذ وطاب من أطباق الطعام والمأكولات البيتية الشهية لتضعها في الثلاجة عند الحاجة، لكن هل ستدوم الوالدة أو الحماة لها بقية العمر؟!!